ولن يكون للنتيجة أي تأثير كبير على أي من الفريقين، لأن ريال مدريد يرتاح في الصدارة بفارق 10 نقاط عن منافسه المباشر إشبيلية، الذي تراجعت نتائجه في الآونة الأخيرة، في حين عانى برشلونة من بداية كارثية في الموسم الحالي، بقيادة مدريه السابق الهولندي رونالدو كومان، فأقيل من منصبه في أكتوبر الماضي، ليحل بدلا منه تشافي، لكنه لا يزال يتخلف عن ريال مدريد بفارق 15 نقطة مع مباراة مؤجلة.
وعندما سئل مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، عن إمكانية خسارة اللقب بعد الفوز على ريال مايوركا 3-صفر، الاثنين الماضي، وتوسيع الفارق إلى 10 نقاط في الصدارة، قال: “الجواب بسيط، كيف يمكن أن تخسر نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تتقدم 3-صفر؟ لقد حصل الأمر معي في السابق (إشارة إلى خسارة ميلان أمام ليفربول بضربات الترجيح في نهائي عام 2005 بعد تقدمه 3-صفر في الشوط الاول)، آمل ألا يتكرر الأمر مرة ثانية”.
لكن المنطق يقول إن ريال مدريد حسم اللقب نظريا في صالحه، بغض النظر عن نتيجة الكلاسيكو، لأنه في حال خروج برشلونة فائزا على ملعب “سانتياغو برنابيو”، ثم في المباراة المؤجلة له، سيكون على بعد 9 نقاط من ريال مدريد، قبل تسع مراحل من نهاية الدوري، وهو فارق صعب تعويضه.
لكن تأثير النتيجة يكمن في الحكم على الموسم، وربما يكون له تأثير كبير على مقاربة كل فريق للتعاقدات خلال الصيف المقبل استعدادا للموسم التالي. فالفوز بالنسبة لبرشلونة سيؤكد النظرية بأن الفريق قادر من جديد على المنافسة، أقله على الصعيد المحلي.
لا شك أن تعيين تشافي مدربا كانت ضربة معلم لمجلس إدارة النادي الكاتالوني، ومنح دفعة معنوية هائلة للفريق الذي كان وقتها يحتل المركز التاسع في الليغا، وصار الآن ثالثا. لم يخسر الفريق أي مباراة محليا منذ دجنبر، وفاز في مبارياته الأربع الأخيرة، وسجل خلالها 14 هدفا.
ولو تم حساب النقاط منذ الأول من يناير الماضي لكان برشلونة متصدرا، ما يطرح السؤال ماذا لو تم تعيين تشافي في وقت مبكر، لأن النادي الكاتالوني فشل في الفوز في المباريات الثلاث الاخيرة قبل تعيين الاخير، حيث تعادل مع سلتا فيغو والافيس وخسر أمام رايو فايكانو.
وأعطت التعاقدات التي أجراها الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية ثمارها، وكانت حاسمة، حيث سجل المهاجمان فيران توريس والغابوني بيار ايميريك اوباميانغ، القادمان من مانشستر سيتي وارسنال الانكجيزيين، 11 هدفا في ما بينهما، في المقابل منح تشافي الفرصة مجددا للجناح الفرنسي السريع عثمان ديمبيلي “المتمرد” على النادي لرفضه تجديد عقده، وكان قراره في محله، في حين يتألق الشابان بيدري وغافي في خط الوسط كما يساهم الهولنديان ممفيس ديباي ولوك دي يونغ ايضا.
وأشاد تشافي بأوباميانغ، الذي سجل هدف الحسم 2-1 في إياب ثمن النهائي من الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” ضد غلطة سراي التركي، في عقر دار الأخير، الخميس، ليقود فريقه الى ربع النهائي، ووصفه بأنه “هدية من السماء”.
بيد أن تشافي اعترف بصعوبة مهمة فريقه بانتزاع اللقب المحلي هذا الموسم، بقوله بعد فوز فريقه على اوساسونا الاسبوع الماضي: “الفوز بالليغا سيكون صعبا. لا يمكن استبعاده كليا، لكن لا يمكن أن نشعر بالتفاؤل حيال هذا الامر”.
وعلى الأرجح سيكون تركيز برشلونة على إزاحة إشبيلية المترنح في الآونة الأخيرة عن المركز الثاني. ويريد إشبيلية لملمة جراح الخروج من الدوري الأوروبي على يد وست هام الانجليزي عندما يستضيف ريال سوسييداد، الأحد.
وكان إشبيلية، الاختصاصي في مسابقة يوروبا ليغ بعد تتويجه بلقبها 6 مرات، يمني النفس في بلوغ المباراة النهائية مرة جديدة، لا سيما بأنها تقام على ملعبه في 18 ماي المقبل، لكن وست هام كان له رأي آخر عندما قلب تخلفه صفر-1 ذهابا، وتقدم بالنتيجة ذاتها إيابا الخميس، قبل أن يسجل هدف حسم التأهل إلى ربع النهائي في الوقت الإضافي.