تعتبر دوريات كرة القدم الرمضانية طقسا يتسيد المشهد في الشهر الفضيل، و لايستثني أي حي أو قرية، حيث تحظى هذه المسابقات الرياضية ،قبل وبعد الافطار، بإقبال كبير وتعاطف وحضور لامشروط لقاعدة جماهيرية عريضة .
وتنطلق تحضيرات اللجنة المنظمة للموعد الرياضي، قبل رمضان من خلال تخصيص ما يكفي من الوقت والجهد لذلك، والاشتغال على كل التفاصيل، قصد نيل استحسان الشباب المشاركين الشغوفين لإبراز قدراتهم ومواهبهم بالاضافة إلى المتتبعين الراغبين في الاستمتاع بسحر الكرة المستديرة.
وتبدأ أولى ترتيبات اللجنة بتجهيز الرقعة الترابية المحددة أو الساحة الاسمنتية مسرح المنافسات التي تدور رحاها طوال الشهر الفضيل، واقتناء الأمتعة الرياضية والجوائز، ثم تعيين الحكام وإجراء القرعة وتوقيت المباريات.
أما الفرق، فبعد أدائها لمبلغ المشاركة وتحديد مسؤول عن كل فريق، تبدأ في رسم معالم التشكيلة، والوقوف على الجزئيات في خطط اللعب المرتقبة، تضمن لها تحقيق الانتصار، وتجنب الخروج من الباب الضيق والتعرض للاحراج طوال المنافسة.
وتشكل دوريات رمضان منذ سنوات طوال، فرصة ومناسبة للعديد من المواهب الكروية، التي تبصم على أداء رائع حتى تتمكن من جذب أنظار المنقبين واهتمام الأندية والفرق المحلية، خصوصا أنها دوريات تعرف منافسة شرسة وندية كبيرة.
كما تعتبر متنفسا لبعض لاعبي الفرق الوطنية، الذين يفضلون متابعة فريق الحي الذي ترعرعوا فيه، أو البعض الآخر الذي يلعب بعض الدقائق ضمن الفريق سرا، نظرا لكون أندية القسم الأول والثاني تمنع لاعبيها من المشاركة، تفاديا للاصابة التي قد يتعرضون لها.
وشهدت هذه الدوريات في السنوات القليلة الأخيرة تنظيما مهيكلا بفضل الجمعيات الرياضية ذات الخبرة في التكوين والتأطير التي تكلفت بزمام الأمور وتنظيم هذه المسابقات على المستوى المحلي والجهوي، سواءا في القاعات الرياضية المتعددة الاختصاصات أو ملاعب القرب أو الشاطئ.
كما ذاع صيت البعض من هذه البطولات المصغرة بفضل لقطات المباريات التي يتم بثها عبر “يوتيوب” وصفحات التواصل الاجتماعي وساهمت في تقريب الصورة ونقل الأجواء الحماسية للمتتبعين على الانترنت داخل المغرب وخارجه.
والأكيد أن هذا التقليد السنوي ، الذي عاد الى الواجهة بعد احتجابه بسبب فيروس كوزرونا المستجد ، يعتبر مناسبة للتعارف والتواصل بين كل الفئات العمرية والأجيال التي تسجل حضورها، وتلتف حول اللعبة الشعبية الأولى في العالم.