تتجه الانظار مساء غد السبت إلى ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، حيث يستقبل فريق الوداد الرياضي ضيفه شباب بلوزداد الجزائري برسم اياب ربع نهائي دوري أبطال افريقيا، وعينه على انتزاع تذكرة التأهل الى دور النصف، متسلحا في ذلك بالحماس الاستثنائي لقاعدته الجماهرية ، ونتيجة مباراة الذهاب.
فأمام أزيد من 40 ألف مناصر المرتقب حضورهم في هذه المواجهة المصيرية ،تبدو مهمة فريق القلعة الحمراء العائد بفوز ثمين من ملعب 5 جيولية بالجزائر العاصمة ( 0-1) على الورق في المتناول، لكنها ليست كذلك، على حد قول مدرب الفريق، وليد الركراكي.
فقد ألح الاطار التقني المغربي في أول حصة تدريبية يجريها الفريق بعد عودته من الجزائر أنه يتعين على لاعبي كتيبته إبقاء أرجلهم على الأرض. “فلا شئ حسم”، يقول وليد الركراكي، الذي حذر لاعبيه من التهاون أمام بطل الدوري الجزائري.
ويكاد يتفق معه ماركوس باكيتا، مدرب فريق شباب بلوزداد ، إذ أكد في تصريحات صحفية عقب نهاية مباراة الذهاب أن حظوظ فريقه “ماتزال قائمة في التأهل”،وشدد قائلا “نحن قادرون على التسجيل في لقاء الإياب”.
وفي مباراة الذهاب صنع فريق شباب بلوزداد عددا من الفرص لكنه لم يكن موفقا أمام مرمى أحمد رضا التكناوتي، على عكس الوداد الذي أدار المباراة باحترافية كبيرة، فرغم أنه لعب 84 دقيقة منقوصا من لاعب، بعد طرد جلال الداودي إثر تدخل خشن، إلا أن الفريق عرف كيف يساير إيقاع المباراة لصالحه، قبل أن يحول الكونغولي مبينزا الفرصة التي أتيحت له إلى هدف ثمين.
وليس الأخير وحده من استعاد حاسة التهديف، ولكن كذلك مواطنه جافيل تسومو الذي سجل في مرمى بيترو اتلتيكو (دور المجموعات)، وأيمن الحسوني وزهير مترجي، ومؤيد اللافي. وفي المجمل سجل الفريق 18 هدفا خلال آخر سبع مباريات، مما يؤكد جاهزيته لخوض التسعين دقيقة بنفس الروح و بالنجاعة و الفعالية المطلوبيتين في مثل هذه المواجهات.
وإضافة إلى قوة الفريق وجاهزيته البدنية، يعد جمهور الوداد المحفز الأول للاعبين على بذل جهد أكبر وتبليل قميص الفريق.
وغير ما مرة أثنى وليد الركراكي على الدور الذي يضطلع به جمهور الوداد في دفع الفريق وحمله لتحقيق النتائج الإيجابية . وأمام شباب بلوزداد سيكون الجمهور الأكثر حماسة، وهو يدفع فريقه لتخطي الفريق الجزائري، وبالتالي حجز مقعد في نصف نهائي المسابقة القارية، للمرة الخامسة من أصل ست مشاركات الأخيرة.
ويكفي الوداد الرياضي التعادل لحجز بطاقة العبور إلى المربع الذهبي، لكن بدون شك سيسعى الفريق الأحمر للبحث عن الفوز الثامن على التوالي في جميع المسابقات.
ولم يخسر الوداد أية مباراة منذ أزيد من شهر ونصف، وبالضبط منذ أن واجه شباب المحمدية برسم الجولة 20 من البطولة الوطنية الاحترافية في المباراة التي انتهت لصالح الوداد بنتيجة 2-1، إذ حقق بعدها ثلاث انتصارات متتالية في دوري الأبطال ضد أندية الزمالك المصري (0-1)، وساغرادا اسبيرانسا الأنغولي (1-2)، ثم بيترو أتلتيكو الأنغولي (5-1)، وواصل مشواره الناجح بإقصاء الاتفاق المراكشي من سدس عشر نهائي كأس العرش (1-4)، ثم شباب المحمدية (3-2) عن ثمن نهائي نفس المسابقة، قبل أن يطيح بشباب بلوزداد.
وفي غياب جلال الداودي الذي تعرض للطرد في المباراة الأخيرة، سيمكن للركراكي تعويضه برضا الجعدي، اللاعب الذي يبصم على مسار موفق رفقة الوداد. وغاب الجعدي عن مباراة الذهاب بسبب الإصابة، لكنه جاهز حاليا لخوض مباراة الإياب.
من جهته ،يدرك شباب بلوزداد أنه سيكون مجبرا على الوصول إلى مرمى التكناوتي، مع بداية المباراة وأنه مع توالي دقائق المباراة، ستتعقد مهمته أكثر. ولن يكون أمام الفريق الجزائري سوى الضغط على مرمى الوداد.
“لن نغير طريقة اللعب سنلعب بطريقة هجومية في الدار البيضاء” يقول باكيتا الذي يعول كثيرا على نجم الفريق كريم عريبي، اللاعب السابق لنادي نيم الفرنسي، وقد يستعين أيضا بخير الدين مرزوقي في الجبهة الهجومية ، وهو السيناريو الذي اعتمده في مباراة الذهاب.
مع ذلك يتفق وليد الركراكي وماركوس باكيتا على أن العامل الذهني سيكون حاسما في مباراة الإياب، وأن الفريق الذي سيحسن استغلال الفرص التي ستتاح له، سيمكنه حسم المباراة لصالحه، والعبور بأمان إلى نصف النهائي، حيث تميل الكفة للوداد الرياضي .
زر الذهاب إلى الأعلى