وقف آلاف من العمال المهاجرين شارك الكثير منهم في بناء ملاعب جديدة، في طوابير طويلة لمشاهدة كأس العالم لكرة القدم المعروضة في الدوحة، قبل أشهر من استضافة قطر أول مونديال في الشرق الأوسط والعالم العربي.
وبرغم منح المقيمين أسعار تذاكر مخفضة، بيد أن معظمهم لن يتمكن من مشاهدة مباريات المونديال نظرا لارتفاع الأسعار، فانتظر بعضهم نحو ساعتين لالتقاط صورة بجانب الكأس الذهبية الشهيرة التي ستمنح للفائز في 18 ديسمبر المقبل.
وساهم عمال جنوب القارة الآسيوية بشكل كبير في بناء سبعة ملاعب جديدة من أصل ثمانية، بالإضافة الى مرافق وبنى تحتية لاستضافة الحدث العالمي الكبير المقام مرة من كل أربع سنوات.
وتتهم جمعيات حقوقية قطر باستغلال العمال الأجانب، لا سيما أولئك العاملين في المنشآت والملاعب الخاصة بكأس العالم. ونفت قطر مرارًا الاتهامات الموجهة إليها وأعلنت إصلاحات عدة منذ اختيارها الجدلي في 2010 لتنظيم النهائيات.
وفي أحدث مرحلة من العرض النهائي في قطر قبل النهائيات التي تنطلق في 21 نوفمبر، وُضعت الكأس في موقف للسيارات بالقرب من استاد الكريكيت الرئيسي في الدوحة.
وأتيح لكل شخص نحو 15 ثانية لالتقاط صورة سريعة مع الكأس التي يحمل لقبها المنتخب الفرنسي منذ 2018 في روسيا.
وقام فريق بوب من بنغلادش وعازفو طبول من الهند بالترفيه عن المنتظرين في الطوابير.
وقال عزّام راشد، وهو نجار عمل في ملعبين، انه بين العديد من العمال غير القادرين على شراء تذاكر، لكن الكأس أثارت فضولهم “التذاكر قد تكون باهظة الثمن، لكن قطر وكأس العالم منحتاني الفرصة”.
وتابع: “الطوابير طويلة، لكن رؤية الكأس تستحق العناء”.
وتبلغ قيمة بعض التذاكر 40 ريالاً قطرياً (11 دولاراً أميركياً)، وتم تخصيصها لعدد المقيمين البالغ عددهم 2.8 مليوني نسمة، معظمهم من العمال الأجانب.
وقال كثيرون لوكالة فرانس برس إن التذاكر الرخيصة قد اختفت وإن تكلفة تذاكر أخرى تفوق قدرة العمال الذين يتقاضون الحد الدنى للأجور البالغ 275 دولاراً شهرياً.
وأوضح موظف إداري ذكر أن اسمه تارير “كأس العالم مثيرة، لكنها بالتأكيد تفوق قدرتي”، فيما كشف مهاجر آخر اسمه نسيم عن حظه بنيل بعض التذاكر البالغة قيمتها نحو 10 دولارات “الجميع قادر على تحمل الثمن الذي أنفقته”.
لكن عامل البناء، أحمد كريم، الذي قال إنه يتواجد في قطر منذ عشر سنوات توقع أن يحضر معظم المهاجرين المباريات على شاشة التلفزيون “الكأس حدث كبير بالنسبة لنا، وهي الأقرب التي سيصل إليها معظمنا”.