وصل “كوكباني” كائن فضائي محب لكرة القدم إلى قطر عن طريق الخطأ قبل عامين من انطلاق كأس العالم، في مسلسل كرتوني جديد يسعى للترويج للثقافة القطرية والبطولة التي تنطلق نهاية العام.
يعد مسلسل “كوكباني” أول مسلسل كرتوني ينتجه “استوديو نفيش للرسوم المتحركة” الذي تأسس عام 2018، وهو من أول الاستديوهات المتخصصة في إنتاج الرسوم المتحركة في الإمارة الخليجية.
وتأسس استديو “نفيش” وهي كلمة تعني “الفشار” باللهجة المحلية، على يد كل من حسين حيدر الذي يشغل منصب المدير التنفيذي الذي تعلم الرسوم المتحركة في ماليزيا، وأمل الشمري التي تشغل منصب مديرة الإبداع.
وقالت الشمري (35 عاما) لوكالة فرانس برس “كاستديو للرسوم المتحركة نظرنا إلى المحتوى المتوفر في المنطقة وحتى في قطر، ووجدنا أن هناك نقصًا في المحتوى الذي يمثل الثقافة القطرية”.وتابعت “شعرنا بأننا بحاجة إلى استديو في قطر يهتم بكل هذه التفاصيل ويمثل الثقافة القطرية بطريقة صحيحة”.
ووضعت الشمري سيناريو وحوار المسلسل، مشيرة أن “حسين الذي اقترح فكرة الكائن الفضائي”، كما عملت على رسم الشخصيات مع فريق مؤلف من أكثر من ثلاثين فنانا من منطقة الشرق الأوسط.
وحسب الشمري، فإنه عبر حلقات المسلسل “نحاول أن نشرح أنه يجب يكون هناك تقبل للثقافات التي ستكون في الدوحة، ونحاول أن نساعدهم على التعايش وفهم الثقافة القطرية بطريقة سلسلة ومريحة”.
ومن جهته، يوضح حيدر (33 عاما) أن “نقص الفنانين المحليين دفعنا للبحث في المنطقة وفقط في المنطقة، لأننا رغبنا في أن يفهم المشاركون ثقافتنا وأهمية تقديم الثقافة العربية للعالم بأجمعه”.
ويخطط الشمري وحيدر لموسمين إضافيين من المسلسل الكرتوني بالإضافة إلى مشاريع اخرى تسلط الضوء على الثقافة العربية، إذ يشير حيدر “تراثنا مليء بالقصص والشخصيات ومليء بالأبطال الذين نرغب في عرضهم من قطر أو المنطقة العربية إلى العالم
ويتألف المسلسل من خمس حلقات، وتم بث أول حلقتين عبر “يوتيوب”، كما تتوفر الحلقات التي لا تتجاوز مدتها 10 دقائق بترجمة إلى لغات مختلفة، من بينها الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والماندرين واليابانية والهندية.
ويعثر ثلاثة شبان قطريين على “كوكباني”، ويقررون استضافته حتى بدء كأس العالم. ويقوم الشبان الثلاثة بتعليمه كيفية إلقاء التحية على من يلتقيهم أو الإشارة بيده بأنه لا يرغب بالمزيد من القهوة.
ويمثل كل شاب جانبا من الثقافة القطرية، فهناك فيصل الذي يمثل الرجل البدوي التقليدي “هم أكثر افتخارًا بثقافتهم وقد يبالغون في ردة فعلهم”، بحسب الشمري. وهناك أيضا الشاب سعد وهو من سكان المدينة وأكثر “حداثة” مشيرة أنه “منفتح على ثقافات مختلفة ومنفتح على الناس ويرغب في أن يصبح رجل أعمال”. والشاب الثالث هو خليفة المولود لأم بريطانية وأب قطري ويمثل المجتمع المختلط وهو أيضًا نباتي.
وعلى مدار الحلقات، يتعرف “كوكباني” عن كثب على الحياة في قطر والطعام وغيره. ولا يخلو المسلسل من بعض المواقف المضحكة.
وفيما يتوقع المنظمون تدفق مليون و200 ألف متفرج إلى قطر لحضور المونديال الأول في الشرق الأوسط بين 21 نونبر و18 دجنبر، توضح الشمري أن المسلسل الكرتوني “يحاول أن يشرح للقطريين أن الفعالية (كأس العالم) تتضمن قدوم الكثيرين إلى الدوحة من خلفيات وبلدان وثقافات مختلفة”.
وتم تمويل المسلسل من قبل منظمي كأس العالم في قطر، واللجنة العليا للمشاريع والإرث ومؤسسة الدوحة للأفلام وشركة فودافون للاتصالات. واعتاد حيدر في مجال عمله على المشاريع التجارية حيث “يضع العميل كل القيود”، موضحًا “هذا مسلسلنا وقام الرعاة بمنحنا كل الدعم” والحرية في إنتاج هذا العمل.