تنتقل المنافسة الشرسة بين رئيسي ناديي باريس سان جرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي، القطري ناصر الخليفي وأندريا أنييلي تواليا، إلى أرضية الملعب عندما يلتقيان، الثلاثاء، في الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتأتي المواجهة بين الرئيسين بعد أكثر من عام على معارضة الخليفي لمشروع الدوري السوبر الأوروبي، الذي أطلقه يوفنتوس مع 11 فريقا من أكبر الأندية في القارة العجوز، أبرزها ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان.
وللناديين مسارات متشابهة إلى حد ما، فهما يسيطران على منافسات الدوري في بلديهما رغم أن يوفنتوس لم يتوج بلقب الكالتشو في العامين الأخيرين، ويفشلان بانتظام في المسابقة القارية العريقة.
لكن في أبريل 2021، خلال الإعلان عن انطلاق مسابقة الدوري السوبر التي أجهضت بسرعة، تحوّلت الصداقة التي كانت تربط بين الرجلين إلى منافسة شرسة، دفعت أنييلي الذي كان وصف الخليفي في عام 2019 بـ”المحترف المتميز”، إلى الاستقالة من رئاسة رابطة الأندية الأوروبية ليستلم الخليفي المنصب بدلا منه.
ويقود الخليفي مع مسؤولي نادي بايرن ميونيخ الألماني الجبهة المعارضة لهذا المشروع المنافس لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
وحشد الرئيسان الشابان سلاحيهما بنفس الطريقة تقريبا. وصل الإيطالي (46 عاما) إلى رئاسة يوفنتوس في عام 2010، قبل عام من استلام القطري (48 عاما) لإدارة باريس سان جرمان الجديد والقوي جدا.
لكن أيا منهما لم ينجح في الظفر بالهدف الرئيسي وهو لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا. خسر يوفنتوس المباراة النهائية مرتين في 2015 و2017، فيما خسرها الفريق الباريسي مرة واحدة عام 2020.
وكلا الفريقين يعانيان من بعض المشكلات مع قواعد اللعب المالي النظيف الخاصة بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا). وبسبب ذلك، غُرِّمَ باريس سان جرمان 10 ملايين يورو يوم الجمعة الماضي، فيما تم تغريم يوفنتوس 3.5 مليون يورو.
وفي الوقت الذي يلتزم فيه الرجلان باللعب النظيف في صراعهما بخصوص مشروع الدوري السوبر، فإن كلاهما فقد أعصابه عقب الإقصاء المرير من المسابقة القارية العريقة.
ووجَّه أنييلي انتقادات شديدة إلى الحكام عقب الخروج من الدور ربع النهائي لنسخة 2017-2018 (صفر-3 ذهابا في تورينو، 3-1 إيابا في مدريد)، بسبب ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة لصالح النادي الملكي ليحبط ريمونتادا الـ”بيانكونيري”.
من جهته، بعد أن أصبح أحد الرجال الأقوياء في كرة القدم الأوروبية، اتُّهِم الخليفي في الربيع الماضي من قبل الاتحاد الأوروبي (ويفا) بأنه “أظهر سلوكًا عدوانيًا وحاول دخول غرفة تبديل الملابس الخاصة بالحكام”، أيضًا في مدريد في إياب ثمن النهائي (1-صفر ذهابا في باريس، 1-3 إيابا في مدريد).
لكن فقط المدير الرياضي البرازيلي للنادي الباريسي ليوناردو هو الذي عوقب بالإيقاف لمباراة واحدة.
ويبدو أن مسارات الخليفي وأنييلي بدأت تختلف في العامين الأخيرين. نجح ناصر في الاحتفاظ بجوهرة فريقه الدولي كيليان مبابي الذي كان قريبا من الانتقال إلى ريال مدريد، كما استعاد ناديه لقب بطل الدوري الذي تخلى عنه عام 2021 لصالح ليل.
وفي المقابل، فشل فريق “السيدة العجوز” في الظفر بلقب الدوري في العامين الأخيرين بعدما بسط سيطرته عليه لمدة تسعة مواسم متتالية. كما أن رهانه على النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يكن ناجحا لقيادته إلى اللقب القاري بل أنه أثقل الحسابات المالية للنادي.
وكان سليل مملكة أنييلي (التي تتولى مقاليد شركة تصنيع السيارات فيات) متحفظًا إلى حد ما في وسائل الإعلام منذ البداية المجهضة للدوري السوبر الأوروبي. كما أنه يواجه صعوبة بسبب النتائج المخيبة ليوفنتوس الذي خرج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في النسخ الثلاث الأخيرة، واكتفى بالمركز الرابع فقط في الموسمين الأخيرين في الدوري الإيطالي.
وتأثر فريق “السيدة العجوز” العريق بنوبة غير عادية إلى حد ما من خلال تغيير المدرب ثلاث مرات في ثلاث سنوات: ماوريتسيو ساري في عام 2019، أندريا بيرلو في عام 2020، ثم ماسيميليانو أليغري العائد في عام 2021.
ولم يكن حال الخليفي أفضل من أنييلي، إذ تناوب على الإدارة الفنية للنادي الباريسي ثلاثة مدربين في العامين الأخيرين: الألماني توماس توخل (ديسمبر 2020)، والأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو (صيف 2022)، وكريستوف غالتييه.
ولدى الرئيسين الكثير ليفعلانه، لكن التواصل بينهما عبر الهاتف لا يزال قائما، فقد أنجزا صفقة إعارة لاعب الوسط الدولي الأرجنتيني لياندرو باريديس من باريس سان جرمان إلى يوفنتوس هذا الصيف.
زر الذهاب إلى الأعلى