نشر موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” مقالا حول أبرز لاعبي المنتخب الوطني الذي سيحملون أحلام المغاربة في مونديال قطر 2022.
وأكد الفيفا في مقاله أن وليد الركراكي أقصى ما كان يتمناه، هو مشاهدة كأس العالم في مقاعد مريحة، قبل أن يتألق مع الوداد ويصبح المرشح الول لخلافة خاليلوزيتش في تدريب المنتخب الوطني.
وفيما يلي مقال الاتحاد الدولي حول النجوم المغاربة.
لم يكن وليد الركراكي المدير الفني السابق للوداد المغربي على علم بأنه سيكون على موعد مع خوض كأس العالم FIFA مع المنتخب المغربي منذ أن قرر اعتزال كرة القدم عقب تصفيات جنوب إفريقيا 2010 بعد ثلاث محاولات فاشلة للتأهل للبطولة مع أسود أطلس كلاعب، وعندما فاز الفريق بأريحية كبيرة على الكونغو الديموقراطية في مارس الماضي لم يكن يمني نفسه بأكثر من مشاهدة ممتعة من المدرجات أو من خلف التلفاز للفريق في قطر 2022™.
لكن ما حدث عقب أن تُوج فريقه الوداد بلقب دوري أبطال إفريقيا على حساب الأهلي المصري حيث أنهى سيطرة الفريق القاهري في مايو الماضي فاق كل تخيلاته بعد أن أصبح فجأة دون مقدمات هو المرشح الأول لتولي تدريب المنتخب المغربي الذي تأهل بالفعل إلى كأس العالم وسيخوض البطولة السادسة في تاريخه عندما تنطلق إشارة بدء منافسات قطر 2022™ في الـ 21 من نوفمبر المقبل.
أسود أطلس يلعبون في مجموعة واحدة رفقة كرواتيا وصيفة بطل العالم وبلجيكا صاحبة المركز الثالث في روسيا 2018 وكندا صاحبة المركز الأول في تصفيات الكونكاكاف والتي تفوقت على المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية لذا لا حاجة لشرح مدى صعوبة البطولة على المجموعة التي أصبح يقودها وليد الركراكي الآن خلفًا لوحيد خليلودجيتش لكن بوجود بعض عناصر الخبرة في الفريق سواء كانوا كبارًا أو شبابًا أمثال رومان سايس نجم الدفاع أو ياسين بونو عملاق حراسة المرمى أو حتى أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان، لا يجب على جماهير أسود أطلس أن تقلق.
دعونا فيما يلي نستعرض أبرز خمسة أسماء في قائمة المنتخب المغربي قادرة على صناعة الفارق في مواجهة كبار المجموعة السادسة.
ياسين بونو (31عامًا، حارس مرمى)
السد المنيع لفريق إشبيلية منتشي بجائزة زامورا لأفضل حارس في الدوري الإسباني في الموسم المنصرم على حساب أمثال تيبو كورتوا ويان أوبلاك ومارك أندريه تير شتيجن وغيرهم من الحراس الكبار.
بونو يلعب للمنتخب المغربي منذ 2013 عندما قرر المدرب رشيد الطاوسي الاستعانة به ونجح في الحصول على خدماته قبل المنتخب الكندي الذي كان يريد أن يجعله يمثله كونه وُلد في مونتريال في الأساس.
لا خلاف على الدور الكبير الذي لعبه بونو منذ أن بدأ المشاركة بشكل مستمر مع المغرب في 2018 تحت قيادة هيرفي رينارد، لكنه سيكون مطالبًا بدور أكبر في كأس العالم FIFA قطر 2022 عندما يجد نفسه في مواجهة نجوم بلجيكا وكرواتيا وكندا، وتلك المسؤولية ستكون مضاعفة حيث ستكون الأعين عليه بعد البداية السيئة لإشبيلية هذا الموسم في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
بونو لعب مع المغرب حتى الآن 43 مباراة في كافة المسابقات لم يكن منها كأس العالم، وتلقت شباكه 22 هدفًا وحافظ على نظافة شباكه في 26 مناسبة، وفي الدوري الإسباني الموسم الماضي يملك معدل جيد في التصدي للكرات المسددة عليه بواقع 2.5 كرة لكل مباراة، وبنسبة 76٪ تصديات ناجحة.
رومان سايس (32 عامًا، قلب دفاع)
رغم تجاوزه الـ 30لا يزال سايس لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيل المنتخب المغربي بسبب حجم التأثير الذي يتسبب فيه نجم وولفرهامبتون السابق وبشكتاش الحالي سواء بإجادة القيام بأدواره في قطع الكرات وتشيتيها والفوز بالثنائيات أو في مساندة أدوار غيره كما يفعل دائمًا عندما يساعد الظهير الأيسر لفريقه، كل هذا إلى جوار قدرته على التسجيل من الرأسيات ببراعة.
سايس خاض حتى الآن 63 مباراة رفقة أسود أطلس منذ أن بدأ رحلته الدولية في عام 2012، لكن في الواقع فتلك الرحلة لم تبدأ بشكل حقيقي قبل2016 عندما شارك في أول مباراة له مع الفريق كلاعب أساسي، ومنذ ذلك الوقت لم يغادر قوائم المنتخب المغربي إلا في ظروف استثنائية ومحدودة للغاية.
35 من مشاركات سايس الأساسية التي هي مجموعها 60 مباراة انتهت بشباك نظيفة لصالح المنتخب المغربي، أي أكثر من النصف بقليل ما بين انتصارات وتعادلات سلبية، وهي أرقام تمنح جماهير الفريق بعض الطمأنينة قبل مواجهة أصحاب المركز الثاني والثالث في كأس العالم الأخير وصاحب المركز الأول في تصفيات كونكاكاف.
صحيح أن سايس تعرض لتغيير كبير في الصيف عندما انتقل من وولفرهامبتون الذي أمضى في صفوفه ست سنوات إلى بشكتاش التركي في بيئة وجو مختلفان تمامًا بالنسبة له، لكن لاعب بصفات قيادية ومستويات ثابتة مثله لا خوف عليه.
أشرف حكيمي (23 عامًا، ظهير أيمن)
نادرًا ما تجد لاعب في مثل ذلك العمر ويملك هذا العدد من المباريات الدولية، فخريج أكاديمية ريال مدريد احتفل في مباراة جنوب إفريقيا بشهر يونيو الماضي بالمباراة الدولية رقم 50 له (51 الآن) بعد الفوز على ليبيريا عقب لقاء البافانا بافانا.
حكيمي مدين بالفضل لهيرفي رينارد لمنحه كل تلك الثقة وهو عمره 17 عامًا و11 شهرًا وسبعة أيام، كثاني أصغر لاعب في تاريخ أسود أطلس بعد هاشم مستور الذي لم يعد للمنتخب المغربي من جديد من بعد مباراته الأولى، لكن لاعب باريس سان جيرمان الحالي وصاحب الرقم القياسي لأغلى مدافع في تاريخ الدوري الفرنسي سواء في عمليات الشراء أو البيع مدين أيضًا لموهبته ولتكريس نفسه من أجل الرياضة التي يحبها، ولشخصيته التي لم تسمح له بالاستسلام لإغراء قميص ريال مدريد وقرر الرحيل لبوروسيا دورتموند بحثًا عن الدقائق.
علاوة على ذلك لا يمكننا أن نتجاهل كل تلك القدرات الهجومية الكبيرة الذي يضيفها للفريق عند اللعب بثلاثي في الخلف، وهو ما ظهر هذا الموسم مع باريس سان جيرمان عقب موسم أول محبط تسبب فيه تكتيك ماوريسيو بوتشيتينو في تحجيم قدراته سواء في التسجيل أو الصناعة، وبمقارنة بسيطة بين عدد الفرص الخطيرة التي يصنعها على مرمى الخصوم في الموسم الماضي بكل مباراة (1) مقابل عدد الفرص التي يصنعها في الموسم الحالي لكل مباراة (1.7) سنفهم جيدًا أن حكيمي لو حصل على فرصته في الشق الهجومي سيصنع الفارق مع أسود أطلس.
حكيمي يعد من أهم عناصر الفريق في الوقت الحالي وشارك حتى الآن مع المغرب في 51 مباراة كما ذكرنا، منهم 46 مباراة بشكل أساسي وخمسة فقط لعبهم كبديل من على مقاعد البدلاء، ودفاعيًا ينتظره الكثير من العمل أمام أمثال إيدين هازارد ولوكا مودريتش وألفونسو ديفيس في قطر 2022.
سفيان أمرابط (25 عامًا، وسط ملعب)
لاعب فيورنتينا الذي حصل على فرصته الأولى مع أسود أطلس في مارس 2017 عانى من الكثير من الإصابات والمشاكل التي أبعدته عن الفريق لأشهر طويلة، لكن الحال تبدل في السنوات الأخيرة، ومنذ نهايات 2019 كانن أمرابط يحصل على الدقائق بشكل أكثر انتظامًا مع المنتخب المغربي، وأصبح مؤخرًا قطعة لا يمكن الاستغناء عنها في وسط ملعب الفريق.
يعاني أمرابط كلاعب وسط دفاعي في الفوز بالثنائيات وربما كان ذلك بالإضافة إلى تألق لوكاس تورييرا المؤقت السبب في عدم حصوله على الكثير من الدقائق في ختام الموسم الماضي. لكنه يعوض ذلك بشكل واضح في قدرته على إيقاف الهجمات عن طريق قطع الكرات وإغلاق زوايا التمرير، بالإضافة إلى ذلك يقدم دائمًا الإضافة الهجومية عن طريق تمريراته الطويلة التي تكسر الخطوط وتسديداته بعيدة المدى التي تشكل خطورة واضحة على كافة الخصوم.
خاض لاعب هيلاس فيرونا السابق حتى الآن 32 مباراة مع المنتخب المغربي ويلعب دورًا في غاية الأهمية في وسط الملعب مع المدرب وليد الركراكي وسيتم الاعتماد عليه بشكل كبير في تخطي صعوبات المجموعة السادسة في قطر 2022 بالشتاء القادم.
سفيان بوفال (28 عامًا، جناح أيسر)
يلعب نجم أنجيه الفرنسي دورًا كبيرًا مع المنتخب المغربي منذ أن استدعاه الفرنسي هيرفي رينارد قبل سنوات ليكون ضمن أسود أطلس في 2016 وكان عمره وقتها 22 عامًا فقط.
بوفال لم يلعب كأس العالم في 2018 لكنه أصبح مؤخرًا أحد أبرز وأهم عناصر الفريق في الهجوم، ولا يمر تجمع دولي إلا ويترك فيه أثرًا على الفريق، وفي كأس الأمم الإفريقية الأخيرة كان أبرز عناصر أسود أطلس مسجلًا ثلاثة أهداف قبل الخروج من المنتخب المصري في ربع النهائي.
وبكل ما يملك من قدرات كبيرة على المرواغة والتسجيل، واللعب في مركز رأس الحربة، ومساهمته الدفاعية في كل فرصة ممكنة يجعل بوفال من نفسه مثالًا لما يجب أن يكون عليه الجناح في كرة القدم الحديثة.
يتألق بوفال مؤخرًا في الدوري الفرنسي رفقة أنجيه، حيث بدأ الموسم بقوة كبيرة وحسم عدة نقاط بشكل مباشر لصالح فريقه كان أهمها ضد مونبلييه، رغم أنه أصيب في نهاية الموسم الماضي وغاب منذ أبريل، إلا أنه يحاول أن يقدم كل ما لديه قبل كأس العالم وقبل مواجهة دفاعات بلجيكا وكرواتيا وكندا.
زر الذهاب إلى الأعلى