رجال أشداء على أرضية الميدان، في قلوبهم وطنية متأصلة، رغم ترعرعهم في بلاد الغربة، يحبون الوطن وأبناءه، يصارعون ببسالة وشجاعة، لا يصيبهم التعب والعياء، كأنهم ماكينات بشرية.
الإقناع كان سيد المباراة، أمام بلجيكا وقبلها كرواتيا، بقيادة سايس، وإصرار مزراوي وحكيمي على اللعب رغم الإصابة التي يعانون منها، لكن إحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، جعلهم يخوضون المباراة ويقفون سدا منيعا أمام الخصم والحد من خطورته.
ولعل الأمر الذي أجمع عليه المغاربة، هو أن وليد الركراكي “داهية” ومدرب “ماكر” لا حدود لخططه وأساليبه وطكتيكه الكروي، فقد استطاع أن يخرج من اللاعبين أبهى النسخ التي عجز عليها كبار المدربين في أعرق الأندية الأوروبية.
ولعل الأمر الآخر هو النية، النية التي ربما فقدها الجمهور في فترة من الفترات بسبب توالي النكسات والهزائم “قلت للعابة ديرو النية وغايكون خير. وكنت عارف الشعب غايخرج يحتافل ولكن باقي لينا ماتش كندا اللي هو ماشي ساهل”.
وقال الركراكي يوم أمس عقب المباراة : “مني كنت كانقول حنا عائلة فالوداد، فاحنا عائلة فالمنتخب، والدراري كان عليهوم ضغط قبل المباراة، ولكن هادشي اللي كنت كانخدم عليه معاهوم، باش نحيد عليهوم الضغط”.