أظهر الوجه المشرف، الذي أبان عنه الدولي المغربي حكيم زياش في صفوف أسود الأطلس خلال المونديال، صواب مطالب الجماهير المغربية التي ظلت تنادي لفترة طويلة بإعادته إلى الفريق للدفاع عن الألوان المغربية. وحرم خلاف بين زياش والمدرب السابق للمنتخب المغربي للأسود وحيد خليلوزيتش الأسود من خدمات مهاجم تشلسي.
وأشاد المدرب وليد الركراكي بعد الانتصار التاريخي في المقابلة الثانية من المونديال على حساب بلجيكا بعطاء زياش: “هذا اللاعب مذهل. بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب الوطني”، وأضاف: “ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة، يمكنه أن يموت من أجلك”. وأضاف “هذا ما منحته إليه، وهو رد لي الثقة التي وضعتها فيه وإلى العديد من الجماهير المغربية التي طالبت بعودته إلى صفوف المنتخب”.
أظهرت عروضه المتميزة إلى جانب أسود الأطلس في مونديال قطر صواب مطالب شعبية، كانت تنادي بعودته لتعزيز صفوف المنتخب المغربي خلال مرحلة المدرب السابق وحيد خليلوزيتش.
إنه اللاعب المغربي ومهاجم تشلسي حكيم زياش الذي اختير كأحسن لاعب في المباراة التي جمعت أسود الأطلس مع بلجيكا، وسجل فيها زياش وزملاؤه انتصارا تاريخيا على الشياطين الحمر.وعكس المدرب السابق للمنتخب المغربي وحيد خليلوزيتش الذي دخل في خلافات مع زياش، فتح مدرب الأسود وليد الركراكي صفحة جديدة مع مهاجم تشلسي، وأدمجه مجددا في تشكيلته التي تخوض اليوم بثبات منافسات نهائيات كأس العالم.وخاض الاتحاد المغربي للعبة رهانا صعبا بالاستغناء عن خدمات خليلوزيتش في ظل الدعوات الشعبية لإقالته مع تزايد الغضب على اختياراته الفنية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، رغم أحرازه للتأهل للمونديال.
لكن الثقة الكبيرة التي وضعت في الركراكي، والذي استجاب لمطالب الجماهير المغربية باستدعاء زياش، أعطت ثمارها في المونديال مع الأداء الجيد لزياش والتعادل الثمين للأسود أمام كرواتيا والانتصار التاريخي لهم ضد بلجيكا.
واتهم خليلوزيتش زياش بأنه لا يمكن “الوثوق به ويثير المشاكل (في صفوف المنتخب) ولا يساند زملاءه وينتظر منهم الكرات فقط”. لكن حرصه على اللعب الجماعي في مقابلتي كرواتيا وبلجيكا ومد زملائه بالكرات، أبرزها تلك التي أهداها لأبو خلال الذي وضعها في شباك الخصم، أظهر العكس.“هذا اللاعب مذهل”
وأشاد به الركراكي في المؤتمر الصحفي عقب الفوز على الشياطين الحمر بزياش: “هذا اللاعب مذهل، بعودته عادت الروح إلى صفوف المنتخب الوطني، يقول الكثير من الناس عنه أنه شخص مجنون ولا يمكن إدارته وقيادته مع مجموعة ولا يمكنه مساعدة الفريق، لكن ما لاحظته شخصيا هو أنه عندما تمنحه الحب والثقة يمكنه أن يموت من أجلك”.
وأضاف “هذا ما منحته إليه، وهو رد لي الثقة التي وضعتها فيه وإلى العديد من الجماهير المغربية التي طالبت بعودته إلى صفوف المنتخب”.وتابع “هو يعرف ذلك جيدا، إنه لاعب مفتاح في التشكيلة مثل سفيان (أمرابط)، وعندما يكون لديك لاعب مثله على أرضية الملعب، على غرار (أشرف) حكيمي و(نصير) مزراوي فيكون لدينا فريق مختلف…”.
ولفت زياش الأنظار في الدوحة بلعبه القتالي ومنافسته على جميع الكرات حتى تلك التي يخسرها، وعودته لمساندة زملائه في الدفاع، فضلا عن تمريراته المتقنة سواء القصيرة أو الطويلة ومراوغاته، وهي مؤهلات لم تشفع له ليكون ضمن تشكيلة الأسود في أغلب مباريات الدور الثاني من التصفيات الأفريقية ودورها الثالث الحاسم.“لا أستحق الفوز بجائزة”
تابع الركراكي “إنه لاعب كبير يلعب في صفوف فريق كبير في أوروبا وكما ترون هو لاعب آخر مع المنتخب المغربي، ما يحتاج إليه هو أن يمنحه المدربون الثقة على أساس أنه نجم، وهو نجم في صفوف المنتخب المغربي” في إشارة إلى مسؤولي نادي تشلسي حيث عانى من قلة دقائق المشاركة في صفوفه بقيادة مدربيه السابق الألماني توماس توخل والحالي غراهام بوتر.
وأردف قائلا “كنت أعرف قبل البطولة العالمية أنه لا يلعب بانتظام في تشلسي وصمّمت على ضمه إلى صفوف المنتخب. قلة الدقائق في النادي اللندني هي حالة العديد من اللاعبين الدوليين في صفوفه، لكن لاعب مثل حكيم يجب وضعه في أفضل الظروف ليقدم لنا الأفضل، وهو سعيد بذلك خصوصا وأنه غاب لأكثر من عام ونصف عن المنتخب”.
رسالة أخرى بعث بها زياش عندما أكد عدم أحقيته بجائزة أفضل لاعب في المباراة ضد بلجيكا ومنح “الفضل إلى المجموعة”.قال في المؤتمر الصحفي: “لا أستحق الفوز بجائزة رجل المباراة. جميع اللاعبين يستحقونها”، مضيفا “قدمنا مباراة قوية. عرفنا كيف ندافع جيدا ونستغل أخطاء الخصم، من خلال الركلات الثابتة أو الهجمات المرتدة”.
وتابع زياش الذي سجل هدفا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول من ركلة حرة جانبية مباشرة، ألغي بداعي التسلل على القائد رومان سايس، إنه “فوز رائع جدا، ثلاث نقاط مهمة كسبناها اليوم وآمنا بذلك منذ اللحظة الأولى، لم نستسلم ونحن على الطريق الذي نحلم أن نكون به”.