وليد الركراكي .. صاحب النية الحسنة والطموح الكبير يرتقي بأحلام المغاربة في المونديال
سبورت 24 - اسماعيل بنحدو
“علاش منحلموش نتأهلو ولا نديو المونديال ونفرحو المغاربة انا جيت من مدينة صغيرة فالمغرب وليوم كنلعب ثمن النهائي وباغي نوصل لربع كو كان محلمتش منوصلش لهنا خسنا نحلمو ونغيرو العقلية كيما كنكولها ديما ديرو نية”.
كلمات قالها وليد الركراكي، في اخر مؤتمر له قبل لقاء المنتخب المغربي المرتقب أمام اسبانيا لحساب ثمن نهائي المونديال.
لكنها لم تكن سوى كلمات ألقاها وليد لتحفيزنا ولتحفيز لاعبيه بل كان يعنيها فمن تابع قصة هذا الرجل علم أنه لم يجد كل الظروف مناسبة ليصل لما وصل له اليوم.
فوليد عاش حياة كروية صعبة فذلك الطفل الذي لم يجد حذاءا رياضيا في صغاره كبر ليصبح اسم كبيرا ليس فقط كلاعب بل كمدرب كاتب للتاريخ.
ابن الفنيدق، الذي ولد في مدينة كورباي ايسون بفرنسا، من أسرة فقيرة اغتربت بحثا عن تحسين الوضع المعيشي.
ما جعل وليد يركض في حياته بحثا عن ذاته، وعن طوق النجاة من واقع حاله،وكانت مواساته في الحياة هي كرته،التي ركض من أجلها حتى وصل للاحتراف وتألق في سماء الكرة الفرنسية ولكن هذا لم يكن كافيا بالنسبة له وطار بأحلامه نحو اسبانيا ليلامس التألق هناك أيضا.
وكانت لمسيرته مع المنتخب الوطني وانجاز 2004 مع الناخب الوطني السابق بادو دور كبير في ارتباطه بالاسود، خاصة بعد خسارته النهائي في تونس واقصاءه من تصفيات المونديال كلها دوافع جعلته يحلم بالعودة من جديد من أجل إسعاد المغاربة لكن هذه المرة مدربا للمنتخب الوطني.
وبدأت بالفعل مسيرته التدريبية بعد ما أخذ عديد التجارب كانت أهمها تلك التي جمعتها مع رشيد الطاوسي حين كان الأخير مدربا للأسود، لكن تلك التجربة كانت عبارة عن فشل حقيقي للطاوسي ومن معه.
ولأن كل قصة نجاح لابد أن تمر بمحطة فاشلة، كان يجب لوليد أن يرى نموذجا فاشلا ليصنع لنفسه نموذجا ناجحا.
وكانت البداية مع الفتح الرباطي فريق يضم عديد الشباب وبيئة مناسبة للعمل وجدها وليد الذي لطالما كان محبا لمهنة التدريب.
فزرع الشغف في مجموعته وحقق معهم الانجازات (ترون لقب 2014 – لقب الدوري المغربي 2016) لكنه دائما ما كان يشتكي من عدم دعم الجماهير بشكل المطلوب مصمما على أن قوة اي نادي تكمن في جماهيره وعبر عن حبه لاجواء الدار البيضاء وخاصة عبارة سير الذي.
واستمرت رحلته التدريبية مع الفتح قربة الست سنوات بين 2014 2019، لينتقل بعدها لتدريب الدحيل القطري سنة 2020 ليحقق معهم الدوري إلا أنه لم يستمر معهم طويلا بعد فشله في الذهاب بعيدا في دوري أبطال آسيا.
ليعود بعدها للمغرب سنة 2021 من بوابة الوداد البيضاوي ليحظى بما تمناه دائما.
ورغم دعم الجماهير الغفيرة إلا أنه أمسك فريقا بلا تعاقدات وبلا مشروع واضح المعالم الا أنه فعل ما فعله دائما زرع شغفه في مجموعته مرة أخرى ورفع سقف الطموحات ونتيجة وبعد موسم دراماتيكي ثنائية تاريخية كانت لتكون ثلاثية.
وفاز بدوري أبطال افريقيا على حساب الأهلي المصري العريق، وفاز بالبطولة ووصل لنهائي كأس العرش.
وهيمنة محلية وقارية جعلت العالم يتكلم عن فريق وليد الركراكي الذي ورغم كل ما حققه كان عبارة “مازال مادرنا والو” دائما ما تتردد على فمه
الحياة فرص
جاءت الرياح كما يشتهي وليد، وبدأت المطالب الجماهيرية ترفع اسم الرجل، وتعبر عن رغبتها في تواليه منصب الناخب الوطني.
وهذا ما استجب له رئيس الجامعة فوزي القجع، ووضع وليد مدربا للمنتخب المغربي خلفا لوحيد حاليلوزيتش، ورغم الظرفية الصعبة وقرب المونديال الا أن وليد لم يتردد أبدا وقبل المهامة بكل صعوبتها.
وعاد ليفعل ما فعله أينما حل وارتحلوحفز نفسه ولاعبيه،وشد حقائبه لقطر، طالبا من الجماهير شيئا واحدا ليس الا “ديرو النية”.
وما حصل بعدها “تاريخ”.