لا يكاد الرأي العام المغربي نسيان أحداث شغب، حتى يعيش تفاصيل أخرى وجديدة من مسلسل لا ينتهي ولا يتوقف تزامنا مع مباراة قدم هنا أو هناك، وهذه المرة كانت مدينة تطوان حلبة لصراع أشخاص خارجين عن القانون محسوبين على مشجعي نادي الوداد الرياضي.
أعمال شغب استنكرها الشارع التطواني والرأي العام، حيث تم القيام بالاعتداء على مواطنين وسلبهم حاجياتها “الكريساج” وتخريب ممتلكات خاصة لأسباب غير مفهومة ولا علاقة لها بالرياضة والأخلاق الرياضية.
وحسب مقاطع فيديو اطلعت عليها جريدة “المغرب 24” فقد قام مشاغبون بتكسير زجاج السيارات واعتراض سبيل المارة لسرقة أغراضهم بالشارع العام.
واستنكر مواطنون على منصات التواصل الاجتماعي هذه الأفعال الإجرامية التي تم ارتكابها بالموازاة مع مباراة كرة القدم الذي يفترض أن يكون فيها الجمهور على أخلاق عالية، وأن ما حصل لا يشرف جماهير كرة القدم ولا يشرف المغرب والكرة المغربية التي احتلت المرتبة الرابعة عاليما في مونديال قطر 2022.
وفي وقت سابق كان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، قد أعلن أن “المصالح المختصة المكلفة بتتبع هذا الملف شرعت في تنزيل رؤية جديدة ترمي إلى محاربة جميع الظواهر الشاذة التي تشهدها الملاعب الرياضية، وذلك بتعزيز القدرات لتتبع مختلف المسابقات الرياضية وتنظيمها وفق ما تتطلبه مسؤولية ضمان أمن وسلامة كافة المواطنين، سواء داخل الملعب أو خارجه”.
ومن جهة أخرى تفاعلت المصالح الأمنية مع الاعتداءات المذكورة في ظرف وجيز، وتمكنت بناء على مقاطع الفيديو الرائجة والخسائر المادية المحدثة من توقيف عددا من المشجعين.
وكانت ولاية أمن تطوان قد باشرت عمليات أمنية استباقية وأخرى نظامية لتأمين مباراة كرة القدم التي جمعت، مساء اليوم الأحد 08 يناير الجاري، بين فريقي المغرب الرياضي التطواني والوداد الرياضي البيضاوي.
وحسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني توصلت جريدة “المغرب 24” بنسخة منه، فقد أسفرت هذه التدخلات النظامية التي انطلقت قبل بداية المقابلة وتواصلت خلالها وبعد نهايتها، عن توقيف 33 شخصا، من بينهم اثنين من القاصرين، وذلك للاشتباه في تورطهم في حيازة الأسلحة والأدوات الحادة والراضة، واستعمالها في إلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة، فضلا عن التخدير وعدم الامتثال والرشق بالحجارة والعنف في حق عناصر القوات العمومية.
وحسب البلاغ فقد نتج عن أعمال الشغب والعنف تسجيل تعرض 19 موظف شرطة وعشرة مشجعين لإصابات جسدية متفاوتة أثناء محاولة تجاوز الإجراءات الأمنية بمحيط ملعب المباراة، نقلوا على إثرها للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية.
وأضاف المصدر أن العمليات الاستباقية مكنت من ضبط مجموعة من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام بحوزة عدد من المشجعين، والتي يشتبه في حيازتها بهدف استعمالها لأغراض الشغب والعنف المرتبط بالرياضة، فضلا عن تسجيل خسائر مادية بعدد من المركبات الخاصة، وكذا سيارتين تابعتين للشرطة وحافلة عمومية.
وخلص البلاغ إلى أنه تم إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي تجريه مصالح الشرطة القضائية بمدينة تطوان تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد منهم، وكذا التحقق من مستوى ودرجة تورط كل شخص منهم في الأفعال الإجرامية المرتكبة.
زر الذهاب إلى الأعلى