كأس الأمم الإفريقية .. “الحرارة والرطوبة” أضرار بالجملة على الصحة والأداء الرياضي والحالة الذهنية
تأثر الحرارة والرطوبة على جسم الإنسان بشكل كبير وقد يفقد جسم الإنسان القدرة على التخلص من الحرارة الزائدة ويتوقف عن العمل بشكل صحيح عندما تصل درجات الحرارة الخارجية إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
وهكذا هو الحال في ساحل العاج حيث الحرارة والرطوبة ترهق المنتخب الوطني والمشجعين بالمنطقة، على عكس الأشخاص الذين يعيشون في المناخات الدافئة والحارة، والذين يميلون إلى التأقلم وعدم زيادة درجة حرارة أجسامهم، وبالمثل قد يحصل الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات درجات حرارة باردة أو متجمدة على استجابة أكبر للتعرض للحرارة لأنهم لا يتأقلمون مع الحرارة بنفس القدر.
وفي ذات السياق، قال الطيب حمضي طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه يمكن البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة 50 درجة مئوية في الهواء الجاف، لكن الحرارة تصبح قاتلة في 35 درجة مئوية عندما يكون الهواء مشبعا بالرطوبة. إنها الحرارة الرطبة.
وأضاف حمضي، الحرارة في ظروف الهواء الرطب أو الرطوبة العالية، كما هو الحال حاليا في ساحل العاج، لها تأثير خطير على الصحة، والتي يمكن أن تكون قاتلة لكل من الرياضيين الذين يدخلون المسابقات، وكذلك للجمهور غير المعتاد على هذا المناخ والغير ملم ومتعود على شروط الوقاية.
الحرارة الرطبة لها أيضا تأثير سلبي على أداء اللاعبين من خلال اضعاف أدائهم الحركي والذهني، وتغيير حالتهم الذهنية ومهام الإدراك واتخاد القرار والدخول في حالة التهيج والغضب، والحرارة المرتفعة تسبب الجفاف وضربة الشمس، والرطوبة العالية تجعل آثار الحرارة أسوأ بكثير، يصبح الهواء غير قابل للتنفس.
وأوضح الطيب حمضي، أن ضربة الشمس أو ارتفاع الحرارة تحدث عندما لا يستطيع جسمنا تبديد الحرارة وفشل التبريد الذاتي. تبدأ درجة حرارة الجسم في الارتفاع، مما يؤثر على جميع وظائف الجسم. من بين أقوى الطرق لتبريد جسم الإنسان التعرق. يتخلص الجسم من الحرارة بالتعرق. لكن الرطوبة، وهي الهواء المشحون بالماء، يمنع تبخر العرق وبالتالي يمنع تبريد جسم الإنسان.
وتحدث حمضي عن الأعراض قائلا، يصبح الجسم مرهقا وتظهر الأعراض: تشنجات، تعب غير عادي، صداع، غثيان، عطش شديد، مشاكل انتباه، مشاكل في التوازن.، يصبح الشخص المصاب بارتفاع الحرارة تدريجيا سريع الانفعال، مرتبكا، عدوانيا، مع العطش الشديد، جلد محمر والارتعاش وخفقان القلب أو الخلط أو الدخول في غيبوبة والموت.
وحتى بالنسبة لكبار الرياضيين، فإن الحرارة الرطبة هي خطر يمكن أن يكون مميتا، بالإضافة إلى تأثيرها على الأداء. يجب تجنب المسابقات خلال فترات الحرارة والرطوبة العالية، خاصة في حالة عدم وجود رياح، والتي تعمل عادة كنصر ملطف في حال هبوبها.
وأوصى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، على أنه يجب على الرياضيين اتباع ما يسمى بالتبريد المسبق والتبريد خلال وبعد المنافسات يتعلق بتبريد الجسم قبل المنافسة (من المهم لتحمل المسابقة)، وأثناء المنافسة (للقدرة على الاستمرار) وبعد المنافسة للتعافي والقدرة على الاستئناف، موضحا أنه يتم استخدام العديد من التقنيات للتبريد المسبق: سترات التبريد، الاستحمام البارد، غرف التبريد، مسبح التبريد، ومروحة التبريد، والخيام المحمولة المكيفة …، التبريد خلال الممارسة: التوقف، الترطيب والتبريد، شرب السوائل، الثلج على الجزء الخلفي من الرقبة، إلخ.
للجمهور: شرب الماء بانتظام، وتجنب المشروبات السكرية والشاي والقهوة، تناول الطعام في وجبات صغيرة مقسمة خصوصا الخضار والفواكه، تبليل الجسم والملابس عدة مرات، مراوح. اختيار أماكن الظل، قبعة، نظارات شمسية. ملابس خفيفة الوزن وفاتحة اللون. تجنب المجهود البدني.
وخلص المتحدث ذاته، أنه يتم قياس الحرارة الرطبة بواسطة مقياس حرارة مصمم خصيصا يسمى “المحرار الرطب” والذي يقيس درجة الحرارة عن طريق ربطها بالرطوبة المحيطة. يمكن البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة 50 درجة مئوية في الهواء الجاف، لكن الحرارة تصبح قاتلة في 35 درجة مئوية عندما يكون الهواء مشبعا بالرطوبة. إنها الحرارة الرطبة.