أصبحت البطولة الاحترافية الوطنية لكرة القدم، غارقة في أجواء من التوتر والجدل الذي يلازم منافساتها طوال الموسم، وهو ما بات سمة بارزة للدوري المغربي في السنوات الأخيرة مقارنة بما سبق.
ورغم الجهود المبذولة للارتقاء بمستوى البطولة، فإن الاتهامات المتعلقة بالأداء التحكيمي لا تزال تشكّل مصدرًا رئيسيًا للخلاف، إذ تتجلى في تبادل التصريحات بين مسؤولي الأندية.
وأحدث هذه الخلافات كان بين رئيس الوداد الرياضي، هشام أيت منا، الذي انتقد تتويج الرجاء الرياضي بلقب الموسم الماضي، ورد الرجاء ببلاغ رسمي أعلن فيه اللجوء إلى لجنة الأخلاقيات والجهات القضائية لمواجهة هذه التصريحات.
وفي سياق متصل، أشعل المدرب السابق للمغرب التطواني، عزيز العامري، جدلاً جديدًا حين اتهم وكيل أعمال ولاعبًا من الفريق بالتحكم في النادي والمجموعة، واصفًا نفوذهما بأنه يفوق سلطة المكتب المسير.
هذه التصريحات دفعت إدارة المغرب التطواني إلى الإعلان عن نيتها مقاضاة العامري، معتبرةً كلامه مسيئًا وغير دقيق.
من جانب آخر، أثار مدرب الوداد الرياضي، رولاني موكوينا، موجة من الانتقادات حين عرض خلال ندوة صحفية حجارة قال إنها أُلقيت عليه من قبل جماهير الجيش الملكي خلال مواجهة الفريقين.
ورغم أن النادي العسكري فكّر في تقديم شكوى رسمية، إلا أنه قرر في النهاية التراجع عن ذلك.
يتضح من هذه الأحداث أن المشهد الكروي في المغرب يتسم بتصاعد حدة التوتر بين الأطراف، حيث باتت التصريحات والتصريحات المضادة تطغى على الجانب الفني والكروي.
هذه الأجواء المشحونة انعكست سلبًا على صورة البطولة، التي باتت أكثر ارتباطًا بالخلافات خارج الملعب منها بالأداء داخله.
وأمام هذه التحديات، تجد الأجهزة المشرفة على الدوري نفسها أمام مسؤولية كبيرة لضمان إعادة الهيبة للبطولة، حيث الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة لتعزيز الشفافية وتكافؤ الفرص، بهدف استعادة التركيز على المنافسة الكروية وتحقيق أهداف الاحتراف بعد أكثر من عقد من الزمن.
