صراع العمالقة في دوري روشن.. النصر والأهلي وجهاً لوجه في معركة الحسم

تحمل المباريات الكبرى في مختلف دوريات العالم طابع الندية والإثارة، نظرًا للمنافسة على الألقاب والسعي لإثبات الأفضلية، وهو ما ينطبق على المواجهة المرتقبة بين النصر والأهلي، غدًا الخميس، ضمن قمة الجولة 19 من دوري روشن السعودي.

ويدخل النصر اللقاء وهو في المركز الثالث برصيد 41 نقطة، متساويًا مع القادسية الرابع، لكنه يتفوق بفارق الأهداف، فيما يأتي الأهلي خلفهما بفارق ثلاث نقاط، مما يضفي أهمية إضافية على المباراة التي قد تكون حاسمة في رسم ملامح المنافسة على اللقب.

ويعيش النصر فترة من الاستقرار، حيث لم يتعرض لأي خسارة في آخر 7 مباريات محليًا وآسيويًا، محققًا 6 انتصارات وتعادلًا واحدًا.

كما نجح المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي في ترسيخ أفكاره التكتيكية، مما عزز فرص الفريق في المنافسة على اللقب.

لكن مواجهة الأهلي تمثل اختبارًا حقيقيًا للنصر، إذ أن الفوز على فريق بحجم “الراقي” سيمنح “العالمي” دفعة معنوية هائلة لمواصلة المشوار بقوة، سواء في الدوري المحلي أو في المنافسات القارية، كما أن هذه المباراة ستكون نقطة ارتكاز رئيسية في مسيرة الفريق، الذي ينتظره عدد من التحديات المهمة خلال الفترة المقبلة.

على الجهة الأخرى، يواصل المدرب الألماني ماتياس يايسله تقديم مستويات مميزة مع الأهلي، رغم التحديات التي واجهها هذا الموسم، حيث لم يتعرض “الراقي” لأي هزيمة في دوري أبطال آسيا، حيث يتصدر مجموعته في غرب القارة، كما عاد بقوة للمنافسة محليًا باحتلاله المركز الخامس، وتعرض لخسارة وحيدة فقط في آخر 10 مباريات بالدوري.

ويُعرف يايسله بقدرته على إدارة المباريات الكبرى، إذ تفوق تكتيكيًا في لقاء الفريقين بالدور الأول، لكنه تعثر في فخ التعادل القاتل.

كما أن هذه المواجهة تحمل طابعًا خاصًا للمدرب الألماني، حيث يسعى للثأر من بيولي، بعدما فشل في تحقيق الفوز عليه خلال مواجهتين سابقتين عندما كان يقود سالزبورج النمساوي ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا 2022-2023.

ورغم الأهمية الكبيرة للمباراة لكلا الفريقين، إلا أن الضغوط تبدو أكبر على النصر، خاصة مع وجود النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي لم يحقق أي بطولة محلية أو قارية منذ انضمامه للفريق في يناير 2023.

تذبذب مستوى النصر خلال الموسم الحالي أدى إلى بعض الانتقادات، لكن التحسن الأخير زاد من سقف التوقعات، مما يجعل أي نتيجة سلبية أمام الأهلي غير مقبولة جماهيريًا وإعلاميًا، وقد تؤدي الخسارة إلى تجدد المطالب برحيل بعض اللاعبين وحتى التشكيك في قدرات بيولي نفسه.

كما أن العلاقة بين الإدارة ورونالدو قد تشهد توترًا في حال التعثر، خاصة بعد عدم تلبية مطالبه في فترة الانتقالات الشتوية بالتعاقد مع لاعب وسط، والاكتفاء بضم المهاجم الكولومبي جون دوران، وهو خيار لم يكن ضمن أولويات النجم البرتغالي أو جماهير الفريق.

يبقى كلاسيكو النصر والأهلي أكثر من مجرد مباراة بثلاث نقاط، إذ يحمل في طياته صراعًا تكتيكيًا بين بيولي ويايسله، وضغوطًا جماهيرية هائلة على الطرفين، لأن النصر يسعى لتأكيد جدارته بالمنافسة على اللقب، بينما الأهلي يطمح لتعزيز موقعه في الجدول والمضي قدمًا في مشواره التصاعدي، وفي ظل هذه المعطيات، فإن المواجهة المرتقبة تعد بوابل من الإثارة والتشويق.