جعفر عاطيفي : عشر محفزات لأسود الأطلس للعبور إلى مونديال قطر
سبورت 24 : محمد الشنتوف
يواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره الكونجولي مساء اليوم الثلاثاء 29 مارس 2022، ضمن إياب مباراتي الدور الفاصل للتأهل لمونديال قطر 2022 ، بأرضية ملعب محمد بالخامس بالدار البيضاء، مستفيدا من عدة محفزات تساعده في بلوغ الهدف المنشود.
جريدة سبورت 24 أجرت حوارا مع الدكتور جعفر عاطيفي، الإطار الوطني والخبير في كرة القدم ، تنوالت فيه مختلف المحفزات التي يفترض أن تشكل عاملا محفزا للفريق الوطني في هذه المباراة الصعبة والتاريخية .
1-‘‘ نتيجة الذهاب ‘‘
بالنظر لنتيجة مباراة الذهاب، هل تراها محفزا في مباراة الإياب ؟
نعم نتيجة التعادل الإيجابي، هدف في كل شبكة يمكن اعتبارها محفزا كبيرا، لكنه تعادل لا يعني شيء إذا لم يتم التعامل بحكمة مع مباراة الليلة، هي مواجهة ليست بالسهلة، ولكن تبقى في متناول المنتخب المغربي بالنظر إلى الإمكانيات البشرية ، وعامل الأرض الذي يصب في صالح النخبة الوطنية.
2-‘‘تكرار انجاز 94 و 98 ‘‘
-هل هي فرصة لتكرار إنجاز 94 و 98 بالنسبة للمنتخب الوطني؟
أكيد ، هي فرصة تاريخية لتكرار الإنجاز التاريخي المتمثل في التأهل للمونديال في مناسبين متتاليتين، وهذه ثاني مرة تتاح لنا هذه الفرصة ، وأعتقد أن اللاعبين أو المسيرين واعون بهذه الفرصة الثمينة.
3-‘‘كأس العالم في أو نسخة عربية ‘‘
إجراء كأس العالم في قطر ، هل سيكون محفزا للنخبة الوطنية ؟
طبعا، فالإضافة للمحفزات السابقة، فإن إجراء منافسات كأس العالم في قطر يضاف إلى ما سبق من محفزات، بحكم العلاقات الجيدة التي تجمعنا بقطر، وباعتباره أول بلد عربي ينظم هذا الحدث الكروي العالمي.
4-‘‘ فرصة للانتقام ورد دين مهزلة 1974‘‘
-هل يمكن أن يكون سيناريو ثلاثية 1974 لصالح الكونجو في كينشاسا وانسحاب المنتخب الوطني في الإياب محفزا للمنتخب الوطني من باب الانتقام وإرجاع الدين ؟
أضن أن هناك معطيات أخرى أكثر تحفيزا من الرجوع لهذه المباراة، نعم، عندما نعود إليها، وأنا كنت شاهدا على المجازر الكروية والتحكيمية التي حدثت فيها، والممارسات اللارياضية التي أعقبتها، من ضرب للحارس الشاوي حينها، وغيره من الممارسات، نجد أنها فرصة لرد الدين، لكن لا يجب أن ننسى أن منتخب الكونجو أيضا أمام فرصة تاريخية لتكرار إقصاء المنتخب الوطني، في حين أن المعطيات الرياضية والتقنية تصب في صالح كفة المنتخب الوطني، فعلا، يمكن أن تجول هذه المعطيات التاريخية في خواطر اللاعبين المغاربة، لكن ساعة المباراة يبقى هاجز الإنجاز التاريخي الحالي هو الأهم.
5-‘‘ الفرصة الأخيرة لبعض اللاعبين ‘‘
-هناك مجموعة نمن اللاعبين، يلعبون آخر فرصة لهم للتأهل للمونديال، هل هو معطى محفز أيضا للنخبة الوطنية؟
صحيح، هناك مجموعة من اللاعبين اللذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في كأس العالم، ويمكن أن لا تتاح لهم فرصة أخرى، وهذه فرصة سانحة بحكم أن مباريات المنتخب المغربي في طريقه للمباراة الفاصلة أجريت في ظروف متميزة داخل الميدان، وأعطتنا فرصة لتكوين فريق متباين، يضم فئات سنية صغيرة أمامهم المستقبل الطويل، ويضم عناصر الخبرة التي تلعب آخر فرصة لها للتأهل مع المنتخب للمونديال، وبالتالي فالذهاب لكأس العالم سيكون حافزا للفئة الأولى لتجتهد أكثر في الفرق التي يمارسون بها، وحافزا للفئة الثانية لتقدم كل ما لديها في هذه المباراة.
6-‘‘ عامل الملعب والجمهور ‘‘
-نايف أكرد تكلم في الندوة الصحفية عن دور الجمهور، وكيف أن أصداء أجواء اللعب في مركب محمد الخامس تصلهم مسبقا ، في نظرك كيف يمكن للجمهور أن يشكل حافزا قويا للمنتخب على غرار ما قام به جمهور الخصم في كينشاسا؟
أولا على الجمهور أن يدخل بفكرة التشجيع، وعليه أن لا يكون جمهور انتظاري، ينتظر عملية هجومية بعينها ليتفاعل معها، فالتشجيع يبدأ في التسخينات، وثاني معطى أساسي هو أن الجمهور المغربي يقدم دائما دروسا في التشجيع، نتابعها مع مباريات الرجاء والوداد وغيرهما من الفرق، وخاصة في هذا الملعب، الجماهير تعرف متى يجب أن تضغط على الخصوم، وكيف يجب أن تشجع المنتخب عندما يمتلك الكرة، والنقطة الأهم هي أن يمرروا إحساس الثقة باللاعبين والثقة في مستوياتهم، والجماهير المغربية على ما أضن واعية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، فبعد قليل مررت من جانب ملعب محمد الخامس ، والجماهير تتوافد قبل ساعات من المباراة، ومن دون شك ستكون في الموعد .
7-‘‘ أداء اللاعبين مع التسلح بحماس الجمهور ‘‘
-كيف يمكن للاعبين أن يستغلوا عامل الجمهور لصالحهم وليس العكس ؟
لا بد من التأكيد على أن أداء اللاعبين هو الذي سيأهل المنتخب، ولهذا يجب تجنب الحماس الزائد الذي يمكن أن يلعب ضد المنتخب الوطني، فالمنتخب الكونجولي مستعد لكل السيناريوهات بما فيها ضغط الجمهور، وعلي المنتخب الوطني التركيز في أطوار المقابلة، والتسلح بحماس الجمهور بشكل متزن .
8-‘‘ خبرة المدرب ‘‘
-المدرب قال في الندوة الصحفية أنه يشعر بضغط كبير لأنه يرى أن الكل يعتبر نفسه مدربا، وفي كينشاسا كانت هناك مناداة بأسماء لاعبين غير موجودين في وجه المدرب، هل يمكن لهذه المعطيات أن تؤثر سلبا على المدرب أم أن خبرته كافية لتحكيم هذه المعطيات ؟
أعتقد أن أي مدرب وطني، يجب أن يكون في غنى عن التأثر بهذه المعطيات، كما يجب على الجمهور الاهتمام بالأسماء الموجودة، ولا يجب اللأسماء الغير موجودة أن يكون لها أي تأثير، وطبعا آراء الناس تحترم، وعلى الناخب الوطني احترامها دون التأثر السلبي بها، وأعتقد أن وحيد لديه من التجربة ما يجعله يتعامل بحكمة مع هذه المعطيات، فالتأثر السلبي بالجمهور أو اختيارات اللاعبين هو أمر غير مقبول، يجب التركيز على الخطة وأسلوب اللعب، ولكل حريته، سواء كان صحفي أو محلل، أو جمهور ، لكن يبقى الأهم هو التعامل بحكمة مع أطوار المقابلة .
9-‘‘ أولويات المقابلة الحاسمة ’’
في نظرك ما هي الأولوية الأساسية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في سياق كل هذه المعطيات؟
الأولوية الأساسية لا ترتبط بسؤال : هل الحق مع وحيد أو الجمهور او غيرهما ؟ الأولوية الأساسية مرتبطة بما يجب القيام به لكي يتأهل المنتخب الوطني لكأس العالم، وهذه فرصة لا تكرر، فعدم التأهل وهذا ما لا نتمناه، يمكن أن يعتبر خطأ مهني جسيم، وأولويات هذه المباراة المتمثلة أساسا في التأهل يمكن اعتبارها حافزا أقوى من كل المعطيات الأخرى.
10-‘‘ توفر مقومات النجاح ‘‘
سؤال أخير، بصفة عامة، ما هي مقومات النجاح في المهمة بالمختصر المفيد ؟
من المؤكد أن مقومات النجاح متوفرة كما سبق الذكر، فالجامعة تقوم بدورها على أكمل وجه، من خلاله ما نتابعه، وما لا يصلنا أكبر في هذا الإطار، واللاعبين هم من خيرة الممارسين في القارة الإفريقية، والمدرب يتوفر على خبرة كبيرة في التدريب، والجماهير متحمسة وراء منتخبها، والمنتخب الكونجولي لا يرقى لمستوى المنتخبات المخيفة التي يمكنها الإطاحة بالنخبة الوطنية، وإن شاء كل هذه المعطيات محفزة للانتصار والتأهل، والخروج بعد المباراة للاحتفال في شوارع المملكة .