بعد تعادلهما 2-2، الأحد، في مباراة صنفت مفصلية في الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم بقاء سبع مراحل على ختام الموسم، يمني مانشستر سيتي وليفربول النفس بسلسلة مثالية من الآن وحتى نهاية الموسم من أجل التربع على عرش “برميرليغ”.
قدم الفريقان مباراة جميلة ومثيرة جدا الأحد، على “ستاد الاتحاد”، لكن شيئا لم يتغير بعد صافرة النهاية، إذ بقي سيتي متصدرا بفارق نقطة أمام “الحمر” الذين يجددون الموعد مع فريق المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا، السبت، لكن هذه المرة على ملعب “ويمبلي” في لندن في نصف نهائي مسابقة الكأس.
كان سيتي الطرف الأفضل في الشوط الأول، وقد ترجم ذلك بإنهائه متقدما على فريق المدرب الألماني يورغن كلوب بهدفين للبلجيكي كيفن دي بروين والبرازيلي غابريال جيزوس، مقابل هدف للبرتغالي ديوغو جوتا.
لكن أداء ليفربول تحسن في الشوط الثاني، الذي استهل ثوانيه الأولى بإدراك التعادل عبر السنغالي ساديو مانيه، من دون أن يتمكن بعدها أي من الفريقين في الوصول الى الشباك.
وترك غوارديولا أرض الملعب وهو يشعر بأن فريقه فوت عليه فرصة الابتعاد عن ليفربول، لاسيما بعد تقدمه مرتين وإهداره فرصة ذهبية في الثواني الأخيرة عبر البديل الجزائري رياض محرز، الذي بحث عن وضع الكرة فوق الحارس البرازيلي أليسون بيكر عوضا عن تسديدها إلى يمين الأخير أو يساره، فأخطأ الهدف وواصلت الكرة طريقها فوق العارضة.
قال غوارديولا بعد اللقاء إنها “كانت مباراة مذهلة من الطرفين. يحاولان الفوز بكل مباراة في جميع المسابقات. لدي هذا الشعور بأننا فوتنا فرصة بهذه النتيجة”.
ورغم أن هذا التعادل يفيد سيتي أكثر من ليفربول، شدد غوارديولا على ضرورة أن يفوز فريقه بجميع المباريات السبع المتبقية إذا ما أراد الاحتفاظ باللقب، بقوله: “ندرك الآن، أنه إذا تعثرنا في مباراة واحدة لن نكون أبطالا “.
ويبدو مسار سيتي، الباحث عن لقب رابع في الدوري الممتاز في آخر خمسة مواسم، أسهل بكثير من ليفربول الذي سيكون عليه مواجهة غريمه مانشستر يونايتد وجاره اللدود إيفرتون، والمتألق مؤخرا توتنهام من الآن وحتى نهاية الموسم.
لكن وباستثناء سيتي، أظهر ليفربول، بقيادة كلوب والمصري محمد صلاح ومانيه وجوتا وقلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك، أنه متفوق كثيرا على جميع الفرق الأخرى في الدوري الممتاز، وأبرز دليل أنه كان قادما من 10 انتصارات متتالية قبل التعادل الأحد في “ستاد الاتحاد”.
بالنسبة لكلوب الذي كان فريقه متخلفا عن سيتي بـ14 نقطة في يناير قبل العودة من بعيد، “لم يتغير أي شيء حقا ” في ظل بقاء فريقه خلف سيتي. وقارن كلوب الفريقين بملاكمين من فئة الوزن الثقيل لأنه “في اللحظة التي تنزل فيها ذراعيك، تتلقى مثل هذه اللكمة في منتصف وجهك (تقدم سيتي مرتين)، ثم يتعين عليك النهوض مرة أخرى ومحاولة استعادة السيطرة مجددا “.
واتفق كلوب مع تقييم غوارديولا بأن على فريقه تحقيق سلسلة مثالية من النتائج من الآن وحتى نهاية الموسم، من أجل تحقيق حلم اللقب العشرين في الدوري ومعادلة الرقم القياسي الذي انتزعه منه مانشستر يونايتد عام 2011 (باللقب الـ19 قبل أن يضيف العشرين في 2013)، مستفيدا من غياب “الحمر” عن منصة التتويج من 1990 حتى 2020. وشدد كلوب: “يجب أن نكون أقرب ما يكون الى الكمال قدر الإمكان للفوز بكل مباراة. هذا جنون تام لكن من الواضح أن هذا هو السبيل الوحيد للفوز على هذا الفريق (سيتي)”.
وخاض سيتي وليفربول بعض المعارك الملحمية في المواسم الأخيرة، لا سيما في 2018-2019 عندما تفوق سيتي على منافسه بفارق نقطة واحدة.
ولن يكون على المشجعين الانتظار طويلا لرؤية معركة جديدة بين الفريقين، إذ يقف سيتي بطموح الثلاثية حائلا دون فوز “الحمر” برباعية تاريخية والاكتفاء بلقب كأس الرابطة، وذلك في حال تفوق عليه في نصف نهائي الكأس وفي سباق الدوري وربما دوري أبطال أوروبا، حيث سيتواجه الفريقان في النهائي في حال واصلا طريقيهما حتى مباراة اللقب (يخوضان الأربعاء إياب ربع النهائي: سيتي ضد ضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني بعد فوزه ذهابا 1-صفر وليفربول ضد مضيفه بنفيكا البرتغالي بعد فوزه ذهابا 3-1).
مما لا شك فيه أن سيتي وليفربول بأسلوب لعبهما الجميل وقدراتهما والمواهب الموجودة في صفوفهما، مع مدربين من طراز غوارديولا وكلوب، ليسا وحسب أفضل فريقين في إنجلترا بل الأفضل أيضا في أوروبا.