اقتحمت سيدات المغرب التاريخ، وبات منتخبهن لكرة القدم على بعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز غير مسبوق بعدما بلغ نهائي كأس الأمم الإفريقية التي يستضيفها على أرضه، بتجريده منتخب نيجيريا من اللقب بفوزه عليه 5-4 بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وكان منتخب “لبؤات الأطلس” أضحى أول منتخب عربي يتأهل إلى نهائيات كأس العالم للسيدات، بعد عبوره إلى الدور نصف النهائي إثر تغلبه على بوتسوانا 2-1 في ربع النهائي.
وتقام النسخة المقبلة من كأس العالم للسيدات بين 20 تيوليو و20 أغسطس 2023 في نيوزيلندا وأستراليا.
ولطالما كانت مشاركات المنتخبات العربية للسيدات خجولة، في قارتي آسيا وإفريقيا على حد سواء، بسبب التأثير المجتمعي على اللاعبات واعتبار أن كرة القدم خصوصاً والرياضة عموماً ذكورية، إلا أن “الكرة الناعمة” تتطور على نحو كبير في المنطقة العربية، ولا سيما لدى عرب القارة الإفريقية.
واستفادت المغربيات من عاملي الأرض والجمهور على أكمل وجه، ليصنعن المفاجأة ضد المنتخب النيجيري صاحب الباع الطويل في المسابقة بعدما توج باللقب 11 مرة في 13 نسخة منذ انطلاقها عام 1991.
وأمام أكثر من 45 ألف متفرج في العاصمة الرباط، تقدم منتخب “النسور الممتازة” أولاً عبر لاعبة ليفانتي الإسباني ياسمين لمرابط بالخطأ في شباك بلادها (62)، وأدركت سناء المسعودي التعادل بعد أربع دقائق.
وفشل منتخب المدرب الفرنسي رينالد بيدروس في استغلال التفوق العددي بعد طرد النيجيريتين حليماتو أييندي (48) ورشيدة أجيبادي (71).
وفي ركلات الترجيح، تألقت الحارسة خديجة الرميشي على نحو لافت بتصديها لتسديدة، ثم نجحت لاعبة توتنهام الإنكليزي روزيلا العيان في تنفيذ ركلتها بنجاح، ليطلق آلاف المغاربة العنان لاحتفالاتهم.
وكشفت “بطلة التأهل” الرميشي أن منتخبهن كان “متعطشاً لعدة سنوات” لهذا الإنجاز، وتابعت “كنا نطمح دوماً للمشاركة في كأس إفريقيا ولم يتحقق هذا الأمر سابقاً، اليوم وبعد الاهتمام الكبير من اتحاد كرة القدم بالكرة النسوية وتوفير الإمكانيات شهد هذا القطاع تطوراً وهذا ما تمت ترجمته فوق أرض الملعب”.
ولفتت إلى “الدعم الجماهيري الذي كان حافزاً لنفوز ونفرح الشعب المغربي”.
وعن المباراة النهائية، قالت الرميشي إن “المباريات النهائية تُربح ولا تُلعب، والمنتخب الجنوب إفريقي بصم على مستوى جيد، ستكون المباراة بين منتخبين قويين، وسندافع عن حظوظنا وسنلعبها كما كل المباريات بتركيز عال من أجل إبقاء الكأس في المغرب”.
من جهتها، أكّدت العيّان أن إنجاز التأهل إلى النهائي مهم جداً “كنا ندرك اننا قادرات على التأهل، وحضرنا للقاء على نحو جيد وكنا نشعر بأننا نستطيع المضي قدماً، بعد الإنجاز التاريخي بالتأهل إلى كأس العالم لأول مرة، ولدينا ايمان بأننا نستطيع تحقيق اللقب وسنعمل من أجل هذا الامر”.
بدوره، رأى بيدروس بعد التاهل أن فريقه “جاهز للظفر باللقب”، وأضاف “لعبنا أمام فريق قوي، ونحن سعداء جداً بما قدمناه وبتأهلنا إلى النهائي”.
وتابع لاعب الوسط الدولي السابق وفريقي نانت ومرسيليا الفرنسيين “سنقدم كل ما لدينا للذهاب إلى أبعد مستوى، ولا يجب التفكير في هذه اللحظات بل يجب عيشها”.
وتواجه سيدات المغرب في النهائي نظيراتهن في منتخب جنوب إفريقيا، بعد تغلبه على زامبيا بهدف دون رد.